لماذا ينبغي عليك الخضوع لفحص السكتة الدماغية

لماذا ينبغي عليك الخضوع لفحص السكتة الدماغية

أهم النقاط:

  • يُعَد ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي للسكتات الدماغية، حيث تزيد احتمالية إصابة المصابين بارتفاع ضغط الدم بالسكتة الدماغية بمعدل يصل إلى ثمانية أضعاف مقارنةً بغير المصابين.
  • السكتة الدماغية حالة طبية بالغة الخطورة تتطلب تدخلاً عاجلاً. وإذا لم يتلقَّ المريض العلاج المناسب فورًا، فقد تؤدي السكتة الدماغية إلى الإعاقة أو الاعتماد على الآخرين أو حتى الوفاة.
  • يمكن لفحص السكتة الدماغية تحديد الموقع الدقيق لأي خلل في الأوعية الدموية، بالإضافة إلى رصد تدفق الدم في تلك المناطق، بهدف الكشف عن مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية قبل ظهور أي أعراض.

تعتمد وظائف الدماغ على الأكسجين والمواد المغذية التي يحصل عليها الجسم من مجرى الدم. وعند حدوث انسداد أو تضيق أو تمزق في الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ، فإن ذلك يعيق تدفق الدم ويؤثر على وظائف الدماغ، مما يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية وتراجع حاد في القدرات الوظيفية للدماغ.

السكتة الدماغية حالة بالغة الخطورة تتطلب علاجًا طبيًا عاجلًا، فكلما كان التدخل أسرع، انخفض خطر تلف الدماغ. أما التأخر في العلاج فقد يترك المريض بإعاقة دائمة أو شلل أو يتسبب في الوفاة.

الأسباب

تنقسم السكتات الدماغية إلى نوعين رئيسيين: السكتة الدماغية الإقفارية والسكتة الدماغية النزفية. السكتة الدماغية الإقفارية هي الأكثر شيوعًا، وتشكل نحو 70% من الحالات، بينما تمثل السكتة النزفية حوالي 30%. 

تحدث بعض أنواع السكتة الإقفارية بسبب ارتفاع مستويات الدهون في الدم، ما يؤدي إلى تراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية حتى يتقيّد تدفق الدم. وهناك أنواع أخرى تحدث نتيجة جلطات دموية، إما داخل أوعية الدم في الدماغ، أو في جزء آخر من الجسم تنتقل منه إلى الدماغ وتعيق تدفق الدم. كما أن هناك أمراضًا جهازية تسرّع من تدهور الأوعية الدموية في الدماغ، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين.

أما السكتة الدماغية النزفية فتنتج عادةً عن ارتفاع ضغط الدم المصحوب بارتفاع الدهون، مما يفقد الأوعية الدموية مرونتها ويجعلها عرضة للتمزق. ويؤدي التمزق إلى انقطاع فوري في تدفق الدم إلى الدماغ، وهو ما يجعل هذا النوع من السكتة شديد الخطورة وقادرًا على التسبب بالوفاة بسرعة كبيرة.

عوامل الخطر

يمكن أن تحدث السكتة الدماغية نتيجة مجموعة متنوعة من العوامل، بعضها يمكن التحكم فيه أو تغييره، والبعض الآخر لا يمكن تغييره، كما تلعب السن والجنس والعوامل الوراثية دورًا مهمًا.

عوامل الخطر القابلة للوقاية:

  • ارتفاع ضغط الدم: السبب الأكثر خطورة لكلا النوعين من السكتة الدماغية. المصابون به معرضون للإصابة بالسكتة بمعدل يصل إلى ثمانية أضعاف مقارنة بغير المصابين.
  • ارتفاع مستويات الدهون في الدم: تراكم الدهون على جدران الأوعية الدموية حتى تقييد تدفق الدم وفقدان الأوعية لمرونتها يزيد من خطر السكتة الإقفارية والنزفية، حيث ترتفع احتمالية الإصابة إلى 2-3 أضعاف.
  • داء السكري: يزيد من احتمال الإصابة بالسكتة بمعدل 1.8 إلى 6 أضعاف بسبب تأثيره على صلابة وهشاشة الأوعية الدموية.
  • بعض أمراض القلب: قد تسبب جلطات دموية يمكن أن تنتقل إلى شرايين الدماغ الصغيرة وتؤدي إلى السكتة.
  • تضيّق الشريان السباتي: يضاعف خطر الإصابة بالسكتة بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ أو انتقال الجلطات إلى شرايينه الصغيرة.
  • التدخين: النيكوتين وأول أكسيد الكربون يقللان كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ ويتلفان جدران الأوعية، ما يزيد خطر الإصابة بالسكتة بمعدل 2-3 أضعاف.
  • السمنة وزيادة الوزن: تعد من الأسباب الرئيسية لأمراض أخرى تؤدي إلى مشكلات في الأوعية الدموية الدماغية، حيث يزيد خطر الإصابة بالسكتة بمعدل 1.3 أضعاف.

عوامل الخطر غير القابلة للتغيير

  • الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 50% كل عشر سنوات، وذلك لأن الأوعية الدموية تتدهور مع التقدم في العمر، وتصبح أكثر سماكة وأقل مرونة، في حين يزداد تراكم الدهون والكالسيوم على جدرانها.
  • الرجال أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بالنساء.
  • المرضى الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالسكتات الدماغية ترتفع لديهم احتمالية الإصابة.
  • الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بسكتة دماغية معرضون لخطر أعلى للإصابة بسكتة أخرى لاحقة.

عوامل الخطر القابلة للوقاية والتعديل

  • السيطرة على أي أمراض مزمنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون في الدم.
  • ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام لمدة لا تقل عن 30 دقيقة في كل جلسة، خمس مرات أسبوعيًا.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • إجراء الفحوصات الصحية السنوية والخضوع لفحص السكتة الدماغية.
  • إذا تم تصنيفك كشخص معرض لخطر عالٍ للإصابة بالسكتة الدماغية، يجب أن تتلقى العلاج وتلتزم بتعليمات طبيبك، بما في ذلك طلب الرعاية الطبية الفورية حتى إذا اختفت الأعراض الأولية المشتبه بها تمامًا، مثل ضعف أو تنميل في جانب واحد من الجسم، تشوش الرؤية، الدوخة أو الدوار، فقدان التوازن، أو صداع شديد.

أعراض السكتة الدماغية

نظرًا لأن السكتة الدماغية تؤدي إلى انخفاض وظائف الدماغ، فإن شدة الأعراض تختلف بشكل كبير، ومع ذلك فإن الأعراض الأكثر شيوعًا لدى المصابين تشمل:

  • ضعف مفاجئ في الذراعين أو الساقين أو عضلات الوجه أو أي جزء آخر من الجسم.
  • مشاكل في التواصل، مثل صعوبة التحدث أو التحدث ببطء شديد، أو تدلي الفم، أو عدم القدرة على فهم الكلام.
  • صداع شديد مفاجئ يظهر دون إنذار أو سبب واضح.
  • تشوش أو ضعف مفاجئ في الرؤية.
  • صعوبات في المشي أو التوازن، أو الشعور بالدوار.
  • انخفاض مفاجئ في مستوى الوعي.

وفي بعض الحالات، قد تظهر الأعراض بشكل مؤقت قبل أن تختفي، أو قد تتكرر قبل أن يُحرم الدماغ نهائيًا من تدفق الدم. لذلك، يجب طلب المساعدة الطبية الفورية عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.

فحص عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

يُمكّن فحص السكتة الدماغية حاليًا من تحديد الموقع الدقيق لأي خلل في الأوعية الدموية، مما يسمح بالكشف عن خطر الإصابة بالسكتة قبل ظهور أي أعراض. ويشمل الفحص ما يلي:

  • فحص لزوجة الدم وصورة الدم الكاملة.
  • قياس مستويات سكر الدم وضغط الدم والدهون في الدم.
  • تقييم مؤشرات التهابات الأوعية الدموية.
  • تخطيط القلب الكهربائي للكشف عن اضطراب نظم القلب.
  • فحص دوبلر للشريان السباتي بالموجات فوق الصوتية.
  • فحص دوبلر عبر الجمجمة بالموجات فوق الصوتية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص حالة الأوعية الدموية في الدماغ أو لتقييم شدة السكتة الدماغية.

علاج السكتة الدماغية

يعتمد علاج السكتة الدماغية بشكل كامل على ما إذا كانت السكتة دماغية إقفارية أو سكتة دماغية نزفية. في حالات السكتة الدماغية الإقفارية، يُعطى المريض أدوية مضادة للتخثر بهدف إذابة الجلطات وفتح الأوعية الدموية وتحسين الدورة الدموية. وللحصول على أفضل النتائج، يجب البدء بالعلاج خلال مدة لا تتجاوز 4.5 ساعات من بدء السكتة الدماغية، ويمكن تمديد هذه الفترة إلى 24 ساعة في حال وجود المريض في مستشفى مجهز لإجراء التدخلات المعتمدة على القسطرة لإزالة الجلطة الدموية.

أما في حالات السكتة الدماغية النزفية، فيُركز العلاج على ضبط ضغط الدم لدى المريض ومنع تلف الدماغ. وقد يحتاج بعض المرضى إلى الخضوع لعملية جراحية طارئة في حال حدوث نزيف حاد، وذلك لوقف النزيف وتقليل الضغط داخل الجمجمة.

الرعاية بعد العلاج

يتمتع العديد من المرضى الذين يتلقون علاجًا سريعًا وفي الوقت المناسب بفرصة أكبر للشفاء التام والعودة إلى نمط حياتهم السابق، بينما قد يحتاج بعض المرضى إلى فترة أطول لتحقيق ذلك. وجميع المرضى يحتاجون إلى رعاية طبية قياسية متعددة التخصصات لاستعادة قدراتهم على الحركة، وتناول الطعام، والبلع، والتواصل. ويتم ذلك من خلال إعادة التأهيل البدني، والعلاج الوظيفي، وخطة تغذية مناسبة يضعها اختصاصي تغذية، إضافة إلى الدعم النفسي المقدم من الفريق الطبي وعائلة المريض.

ومع ذلك، فإن الجزء الأكثر أهمية في الرعاية اللاحقة هو الالتزام الصارم بتعليمات الأطباء، وتناول الأدوية كما هو موصوف، والحرص على حضور جميع المواعيد الطبية اللاحقة. ويعود ذلك إلى أن عدم الانتظام في الرعاية بعد العلاج قد يؤثر سلبًا على تعافي المريض، وقد يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية أخرى قد تهدد الحياة.

*حقل مطلوب*

First name*
First name*
Last name*
Last name*
Type of Question*
Type of Question*
Question*
Question*
Email Address*
Email Address*
Rating score