ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال يُعد ظاهرة مثيرة للقلق الشديد، نظرًا لزيادة معدلات السمنة وزيادة الوزن بينهم، مما قد يرفع احتمالية إصابتهم بارتفاع ضغط الدم بمقدار يصل إلى 10.6 مرة أكثر من الأطفال الأصحاء. وعلى الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال ليس ظاهرة جديدة، فإن وعي الأهل بخطورته بدأ بالانتشار مؤخرًا فقط.
انتشار السمنة لدى الأطفال عالميًا
وفقًا لإحصائيات دراسة أُجريت عام 2017 بواسطة إيريك ل. تشيونغ ونُشرت في مجلة Pediatrics، تبين أن 39 – 43% من السكان في أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا الجنوبية يعانون من زيادة الوزن، كما تبين أن 21 – 23% من الأطفال في هذه المناطق، وحوالي 10% من الأطفال في آسيا، مصابون بالسمنة.
ضغط الدم في مرحلة الطفولة والعوامل المؤثرة فيه:
الآليات المفسّرة لارتفاع ضغط الدم في حالة السمنة:
أظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم يزداد مع زيادة الوزن، سواء كان ذلك مرتبطًا بمقاومة الإنسولين، أو بالهرمونات الموجودة في الأنسجة الدهنية مثل هرمون اللبتين، أو بوجود الجذور الحرة. إضافة إلى هذه العوامل، يلعب هرمون الألدوستيرون دورًا رئيسيًا في تنظيم مستويات الصوديوم وضغط الدم في الجسم. وقد أظهرت دراسة للبروفيسور واكوكو كوارازاكي نُشرت عام 2016 وجود اضطراب ملحوظ في تنظيم هذا الهرمون لدى الأطفال المصابين بالسمنة. كما بيّن أن السمنة تؤثر على قدرة الجسم على إفراز الصوديوم وتنظيم مستوياته في الكلى، مما يجعل المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، إلى جانب ارتفاع غير طبيعي في ضغط الدم داخل الكلى نفسها.
المخاطر التي يشكلها ارتفاع ضغط الدم على الأطفال:
تشير الدراسات الحديثة في مراكز الرعاية الثلاثية إلى أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال غالبًا ما يكون ناتجًا عن أسباب معروفة، الأمر الذي يستدعي إجراء المزيد من الفحوص لجميع الأطفال الذين تم تشخيصهم بهذه الحالة.
1. الأطفال دون سن 3 سنوات ممن لديهم تاريخ بالإصابة بأي من الحالات التالية، يُعتبرون الأكثر عرضة للخطر:
2.الأطفال فوق سن 3 سنوات الذين ينبغي فحص ضغط دمهم في كل زيارة للرعاية الصحية:
قد يشمل العلاج استخدام الأدوية أو الاعتماد على طرق غير دوائية، وذلك وفقًا للتشخيص الفردي لكل حالة. يقوم الأطباء أولًا بفحص وجود أي أمراض كامنة، مثل أمراض الكلى، أو مشكلات هرمونية، أو أمراض القلب، وإذا لم يتم تحديد سبب واضح، يُراجع التاريخ الطبي للعائلة مع تقديم الاستشارة حول الأسباب المحتملة.
من المرجح أن يقترح الطبيب إجراء تعديلات على نمط الحياة للأطفال الذين تم تشخيصهم بارتفاع ضغط الدم، وتشمل:
بالنسبة للأطفال المصابين بالسكري أو أمراض الكلى المزمنة، يجب وصف الأدوية المناسبة بغض النظر عن مستوى ضغط الدم.
articles