السمنة قد تعرّض الأطفال لخطر ارتفاع ضغط الدم

السمنة قد تعرّض الأطفال لخطر ارتفاع ضغط الدم

أهم النقاط:

  • عدد الأطفال المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن في تزايد ملحوظ، بالتوازي مع ارتفاع معدلات الإصابة بارتفاع ضغط الدم لديهم. حاليًا، ترتفع احتمالية إصابتهم بارتفاع ضغط الدم بمقدار يصل إلى 10.6 مرة مقارنة بالأطفال غير المصابين بهذه الحالات.
  • ارتفاع ضغط الدم لدى صغار السن يزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة البلوغ، كما أنه سبب في تسريع شيخوخة الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى الإصابة المبكرة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو أمراض الكلى المزمنة.
  • ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال يرتبط بزيادة سُمك عضلة القلب بنسبة 30 – 40%، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل مستقل عن مستوى ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم (BMI).
  • يُوصى بشدة بفحص ضغط الدم لدى الأطفال للوقاية وتقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب في مرحلة البلوغ، وقد يدفع ذلك أيضًا إلى فحص الأبوين وأفراد الأسرة الآخرين.
  • إلى جانب الأطفال المصابين بالسمنة، هناك مجموعات أخرى معرضة لخطر مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، خصوصًا الرضّع المولودين قبل الأوان أو منخفضي الوزن عند الولادة، والأطفال المصابين بالسرطان، أو بأمراض القلب الخِلقية، أو أورام الدماغ، أو الذين خضعوا لزراعة الأعضاء، أو الذين يتناولون أدوية ترفع ضغط الدم مثل أدوية علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، وكذلك مرضى السكري ومرضى الكلى.
  • تتوفر علاجات دوائية وغير دوائية للأطفال المصابين بارتفاع ضغط الدم، وذلك حسب التشخيص الفردي. كما يمكن أن تساعد ممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي صحي في التخفيف من الحالة.

ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال يُعد ظاهرة مثيرة للقلق الشديد، نظرًا لزيادة معدلات السمنة وزيادة الوزن بينهم، مما قد يرفع احتمالية إصابتهم بارتفاع ضغط الدم بمقدار يصل إلى 10.6 مرة أكثر من الأطفال الأصحاء. وعلى الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال ليس ظاهرة جديدة، فإن وعي الأهل بخطورته بدأ بالانتشار مؤخرًا فقط.

إحصائيات مثيرة للاهتمام حول سمنة الأطفال:

  • في عام 2012، أصدرت وزارة الصحة التايلاندية البيانات التالية:
    • 10.2% من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة كانوا يعانون من زيادة الوزن.
    • 17% من الأطفال في سن الدراسة كانوا يعانون من زيادة الوزن.
  • في عام 2014، أجرى أساتذة من جامعة ماهيدول دراسة نُشرت في مجلة BMC Public Health العالمية، وجاءت نتائجها كالتالي:
    • 20.9% من الأطفال التايلانديين كانوا مصابين بالسمنة؛ 30.6% من الأولاد و12.8% من الفتيات، وُجد أن 4% من الأطفال التايلانديين مصابون بارتفاع ضغط الدم. وأظهرت هذه الدراسة أن معدلات السمنة لدى الأطفال التايلانديين أعلى مقارنة بدول الجوار الآسيوية التي تبلغ النسبة فيها حوالي 10%.
    • الأطفال المصابون بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بمقدار يصل إلى 10.6 مرة مقارنة بغير المصابين بالسمنة.
  • في عامي 2015 – 2016، انخفضت معدلات السمنة إلى 8.2%، لكنها ما زالت مرتفعة للغاية.

العلاقة بين سمنة الأطفال وارتفاع ضغط الدم:

انتشار السمنة لدى الأطفال عالميًا

وفقًا لإحصائيات دراسة أُجريت عام 2017 بواسطة إيريك ل. تشيونغ ونُشرت في مجلة Pediatrics، تبين أن 39 – 43% من السكان في أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا الجنوبية يعانون من زيادة الوزن، كما تبين أن 21 – 23% من الأطفال في هذه المناطق، وحوالي 10% من الأطفال في آسيا، مصابون بالسمنة.

ضغط الدم في مرحلة الطفولة والعوامل المؤثرة فيه:

  • العمر:  : يزداد ضغط الدم مع التقدم في العمر، وبحلول سن 13 عامًا يصبح ضغط دم الطفل مقاربًا لضغط دم البالغين.
  • الجنس:  يكون ضغط الدم لدى الأولاد أعلى منه لدى الفتيات.
  • الطول:  الأطفال الذين ينمون بسرعة أكبر من المعدل الطبيعي يميلون إلى ارتفاع ضغط الدم لديهم.
  • النشاط البدني والضغط النفسي: يمكن أن يرفع كلاهما ضغط الدم بشكل مؤقت بغض النظر عن العمر أو الجنس.

الآليات المفسّرة لارتفاع ضغط الدم في حالة السمنة:

أظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم يزداد مع زيادة الوزن، سواء كان ذلك مرتبطًا بمقاومة الإنسولين، أو بالهرمونات الموجودة في الأنسجة الدهنية مثل هرمون اللبتين، أو بوجود الجذور الحرة. إضافة إلى هذه العوامل، يلعب هرمون الألدوستيرون دورًا رئيسيًا في تنظيم مستويات الصوديوم وضغط الدم في الجسم. وقد أظهرت دراسة للبروفيسور واكوكو كوارازاكي نُشرت عام 2016 وجود اضطراب ملحوظ في تنظيم هذا الهرمون لدى الأطفال المصابين بالسمنة. كما بيّن أن السمنة تؤثر على قدرة الجسم على إفراز الصوديوم وتنظيم مستوياته في الكلى، مما يجعل المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، إلى جانب ارتفاع غير طبيعي في ضغط الدم داخل الكلى نفسها.

المخاطر التي يشكلها ارتفاع ضغط الدم على الأطفال:

  • زيادة خطر الإصابة باضطرابات الأوعية الدموية، بما في ذلك تسارع شيخوخة الأوعية أو تدهورها، على نحو يشبه ما يحدث لدى كبار السن.
  • ارتفاع احتمالية حدوث حالات طارئة تتعلق بالقلب أو السكتات الدماغية أو حتى الفشل الكلوي المزمن.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض الشرايين التي قد تؤدي إلى السكتة الدماغية، والتي قد تسبب خدرًا في الذراعين أو الساقين، وإذا لم تُعالج قد تؤدي إلى شلل جزئي أو كلي لدى الطفل.

الحالات التي قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال

  • 34%  ناتجة عن أسباب مرتبطة بأمراض الكلى.
  • 20%  تُعزى إلى أمراض الجهاز التنفسي.
  • 13%  تعود إلى أسباب متعلقة بالجهاز العصبي المركزي.
  • 13% مرتبطة باستخدام الأدوية.
  • 8%  نتيجة الشخير غير الطبيعي وانقطاع النفس أثناء النوم.
  • 6%  بسبب أمراض الغدد الصماء.
  • 3%  بسبب أمراض القلب.

تشير الدراسات الحديثة في مراكز الرعاية الثلاثية إلى أن ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال غالبًا ما يكون ناتجًا عن أسباب معروفة، الأمر الذي يستدعي إجراء المزيد من الفحوص لجميع الأطفال الذين تم تشخيصهم بهذه الحالة.

الفئات العمرية للأطفال الذين ينبغي لهم الخضوع لفحص ارتفاع ضغط الدم

1. الأطفال دون سن 3 سنوات ممن لديهم تاريخ بالإصابة بأي من الحالات التالية، يُعتبرون الأكثر عرضة للخطر:

  • الرضع المولودون قبل الأسبوع 32 من الحمل.
  •  حديثو الولادة الذين يقل وزنهم عن الوزن المناسب لأعمارهم.
  • حديثو الولادة الذين عانوا من مضاعفات صحية أو تعرضوا لمشكلات أثناء الولادة أو أُدخلوا وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة .
  • حديثو الولادة الذين خضعوا لإدخال قسطرة في الشريان السري.
  • الرضع الذين لديهم تاريخ مرضي في القلب أو سبق أن تعرضوا لفشل قلبي.
  • الأطفال الذين لديهم ارتفاع في الضغط داخل الجمجمة.
  • الأطفال الذين خضعوا لزراعة أعضاء.
  • الأطفال المصابون بالسرطان.
  • الأطفال الذين تلقوا زراعة نخاع العظم.
  • الأطفال الذين لديهم تاريخ مرضي في الكلى، بما في ذلك:
    • التهابات المسالك البولية المتكررة.
    • خروج دم أو بروتينات مع البول.
    • أشكال أخرى من أمراض الكلى أو مشكلات في البنية التشريحية للكلى.
    • تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكلى.
  • الأطفال الذين يتناولون أدوية قد تؤثر على ضغط الدم.
  • الأطفال المصابون بحالات مرضية مزمنة مرتبطة بارتفاع ضغط الدم، مثل:
    • الورام الليفي العصبي.
    • أورام الدماغ أو الأورام التي تصيب أعضاء حيوية أخرى، مثل الكلى أو القلب أو الرئتين أو الجلد.
    • أمراض الدم (مثل فقر الدم المنجلي)

2.الأطفال فوق سن 3 سنوات الذين ينبغي فحص ضغط دمهم في كل زيارة للرعاية الصحية:

  • الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
  • الأطفال الذين يتناولون أدوية قد تؤثر سلبًا على ضغط الدم، مثل مزيلات الاحتقان، الأدوية المحتوية على الكافيين، مضادات الالتهاب، الأدوية البديلة مثل العلاجات العشبية أو المكملات الغذائية، أدوية علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (المنشطات مثل ريتالين وكونسيرتا)، وسائل منع الحمل الهرمونية، أدوية تخفيف التوتر، الكورتيكوستيرويدات، والأدوية ثلاثية الحلقات (TCA) ذات التأثير الإدماني.
  • الأطفال المصابون بأمراض الكلى.
  • الأطفال الذين لديهم تاريخ بالإصابة بتضيّق الشرايين الرئيسية.
  • الأطفال المصابون بالسكري.

علاج ارتفاع ضغط الدم الناتج عن سمنة الأطفال

قد يشمل العلاج استخدام الأدوية أو الاعتماد على طرق غير دوائية، وذلك وفقًا للتشخيص الفردي لكل حالة. يقوم الأطباء أولًا بفحص وجود أي أمراض كامنة، مثل أمراض الكلى، أو مشكلات هرمونية، أو أمراض القلب، وإذا لم يتم تحديد سبب واضح، يُراجع التاريخ الطبي للعائلة مع تقديم الاستشارة حول الأسباب المحتملة.

من المرجح أن يقترح الطبيب إجراء تعديلات على نمط الحياة للأطفال الذين تم تشخيصهم بارتفاع ضغط الدم، وتشمل:

  • ممارسة أنواع مناسبة من التمارين الرياضية بانتظام، بمعدل 3-5 مرات أسبوعيًا، ولمدة 30-60 دقيقة في كل جلسة. يمكن للأطفال اختيار نوع الرياضة التي يفضلونها، مثل الجري، أو السباحة، أو ركوب الدراجات، على أن تكون التمارين غير شديدة ولا تنطوي على حركة مفرطة.
  • ضبط النظام الغذائي. إذ يعتاد الأطفال على تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية، وهو سبب رئيسي للسمنة، لذلك يجب ضبط النظام الغذائي بحيث يقتصر على 3 وجبات يوميًا، مع تجنب الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والدهون والسكريات والأملاح، وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة، والبقوليات، والفاصوليا، والبذور، والمكسرات، والفواكه، مع تجنب الاستمرار في تناول الطعام بعد الشعور بالشبع.

بالنسبة للأطفال المصابين بالسكري أو أمراض الكلى المزمنة، يجب وصف الأدوية المناسبة بغض النظر عن مستوى ضغط الدم.

Rating score