سرطان القولون هو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا في تايلاند. وفي كثير من الأحيان لا يتم تشخيص المرضى إلا بعد انتشار المرض، مما يزيد بشكل كبير من خطر الوفاة. يساعد الكشف المبكر عن المرض والعلاج الفعال في الوقت المناسب على تقليل خطر الوفاة وزيادة فرص الشفاء التام.
يحدث سرطان القولون بسبب التغيرات غير الطبيعية في أنسجة القولون والمستقيم، مما يؤدي إلى انقسام الخلايا المستمر وغير المنضبط، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين كتلة أو ورم. وفي المراحل المبكرة، قد يظهر ذلك على شكل نمو صغير يعرف باسم السلائل. وإذا تركت هذه السلائل دون علاج، قد تتطور إلى سرطان وتصبح عدوانية وتغزو جدار الأمعاء أو تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
قد لا يظهر سرطان القولون أي أعراض إلا بعد وصوله إلى مرحلة متقدمة. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
يتم إجراء فحص سرطان القولون للكشف عن الحالات السابقة للتسرطن والخلايا السرطانية لدى الأفراد الذين لا تظهر عليهم الأعراض. وفي حال اكتشاف أي تشوهات، يمكن تقديم العلاج الفوري، مما يؤدي إلى نتائج أكثر فعالية مع زيادة فرص الشفاء التام وانخفاض معدل الوفيات. لذا ينبغي على الأفراد المعرضين لخطر مرتفع ومتوسط الخضوع للفحص المبكر لسرطان القولون.
يمكن إجراء فحص سرطان القولون بطرق مختلفة، اعتمادًا على فئة الخطر، على النحو التالي:
يعد مستشفى ساميتيويت أحد مراكز الجهاز الهضمي الرائدة في بانكوك، ولديه تعاون طبي مع مستشفى سانو في اليابان، وهي مؤسسة عالمية معروفة بخبرتها في إزالة سلائل القولون الكبيرة في مرحلة مبكرة باستخدام تقنيات تنظير الجهاز الهضمي. أرسلت مستشفى ساميتيويت الأطباء للتدريب وتبادل المعرفة وتعزيز مهاراتهم في مجال التنظير وجراحة القولون. وفي الوقت نفسه، يقوم أطباء من مستشفى سانو بزيارة مستشفى ساميتيويت سنويًا منذ عام 2015 لتقديم التعليم وإجراء دراسات الحالة للمرضى.
المبدأ الكامن وراء التقنية اليابانية للتصوير ضيق النطاق (NBI) يتضمن استخدام ضوء بطول موجي باللونين الأخضر والأزرق يتم تسليطه على جدار الأمعاء، والذي يمتص الضوء ويعزز رؤية الأوعية الدموية في الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي. ويسمح ذلك بالملاحظة الأكثر وضوحًا لخاصيتين غير طبيعيتين: التغيرات في سطح الغشاء المخاطي والأنماط غير المنتظمة للشعيرات الدموية. ونتيجة لذلك، يمكن الكشف عن الآفات المسطحة التي تشبه بطانة الأمعاء الطبيعية، مثل السلائل المسننة، بشكل أكثر فعالية.
تم تصميم برنامج التنظير الداخلي EndoBRAIN-EYE للكشف عن السلائل داخل الجهاز الهضمي السفلي ويتوافق هذ البرنامج مع أنظمة التنظير الداخلي للجهاز الهضمي السفلي. وفي حال اكتشاف سليلة في القولون، سيقوم النظام بإخطار الطبيب على الفور من خلال تنبيه على الشاشة.
قام مستشفى ساميتيويت بتطبيق تقنية التصوير ضيق النطاق اليابانية بالتزامن مع تنظير القولون بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وهي تقنية تعمل على تعزيز جودة اكتشاف الآفات المعدية المعوية. ويعمل هذا النهج المشترك، المعروف باسم EndoBRAIN، على تحسين رؤية السلائل في المرحلة المبكرة بمقدار يصل إلى 1.5 مرة مقارنة بالتقنيات التقليدية. يلتقط نظام تنظير القولون بمساعدة الذكاء الاصطناعي صورًا تنظيرية في الوقت الفعلي ويحدد السلائل الصغيرة أو التي يصعب رؤيتها. وعند اكتشاف هذه السلائل، يصدر نظام الذكاء الاصطناعي تنبيهًا بصريًا وامضًا وإشارة صوتية، مما يزيد من احتمالية اكتشاف السلائل الصغيرة.
تشير الأبحاث التي تقارن بين فعالية تقنية EndoBRAIN وبين الطرق القياسية إلى أن تقنية EndoBRAIN يمكنها اكتشاف السلائل بشكل أكثر فعالية بمقدار 1.5 مرة. تعمل هذه التقنية كمساعد ذكي لاكتشاف السلائل وتمكن الطبيب من إزالتها فورًا أثناء العملية، مما يساعد على تقليل زيارات المستشفى والعمليات الجراحية غير الضرورية.
يظل المرضى الذين تم علاجهم بنجاح من سرطان القولون معرضين لخطر تكرار الإصابة، إما في الموقع الأساسي للورم أو في أجزاء أخرى من القولون. لذا تعد المتابعة الدورية حسب توصية الطبيب أمرًا بالغ الأهمية. وخلال العامين الأولين، قد يتم تحديد مواعيد زيارات المتابعة كل 3 إلى 6 أشهر، بما في ذلك إجراء تنظير القولون كل 6 أشهر والأشعة السينية للبطن كل 3 إلى 6 أشهر. وبعد مرور عامين، إذا لم يتم اكتشاف أي تكرار، قد يتم تمديد فترة المتابعة إلى مرة واحدة في السنة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
بالإضافة إلى حضور مواعيد الزيارات الطبية المجدولة والاستمرار في إجراء الفحوصات الصحية السنوية، وينبغي على المرضى أيضًا تقليل عوامل الخطر الأخرى. يتضمن ذلك الحد من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة الغنية بالدهون وزيادة استهلاك الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالألياف لدعم حركة الأمعاء الصحية وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من الراحة والحفاظ على الصحة النفسية وإدارة الإجهاد. تساهم عادات نمط الحياة هذه في تحسين الصحة العامة وتساعد على تقليل خطر تكرار الإصابة بسرطان القولون.
articles