تقبّل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

قد يواجه الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة مجموعة واسعة من الصعوبات. فالأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلّم قد تتمحور تحدياتهم حول القدرة على التركيز لفترات طويلة أو البقاء جالسين خلال ساعات دراسية ممتدة. أما الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحّد، فقد يجدون صعوبة في التقاط الإشارات الاجتماعية الأساسية مثل تعابير الوجه أو التواصل البصري. وفي الوقت نفسه، قد يعاني الأطفال المصابون باضطرابات صبغية مثل متلازمة داون من عدد كبير من المشكلات الصحية. 

وبغضّ النظر عن نوع الاحتياج الخاص الذي يعاني منه الطفل، فإنه يحتاج إلى القدر نفسه من الدعم والصداقة تماماً مثل أي طفل آخر. فكثير من هؤلاء الأطفال واليافعين يعانون من تدنّي تقدير الذات، ويرغبون في علاقات مع أقرانهم على الرغم من عدم معرفتهم أحياناً بكيفية بدء هذه العلاقات. ومن خلال تعليم طفلك كيفية تقبّل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والتفاعل معهم، يمكنك إحداث فرق إيجابي في البيئة التعليمية التي ينتمي إليها طفلك ككل.

الخطوة الأولى لمساعدة طفلك على تقبّل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هي مساعدته على النظر إلى ما هو أبعد من إعاقتهم. فمن المهم توضيح أنه على الرغم من أن هؤلاء الأطفال قد يبدون مختلفين، إلا أنهم يحتاجون ويرغبون في الكثير مما يحتاجه أقرانهم أيضاً.

وينبغي إدراك أن طفلك قد يشعر في البداية بأن التفاعل مع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحّد أمر محبط للغاية؛ فقد يواجه هؤلاء الأطفال بدرجاتهم المختلفة صعوبة في إجراء محادثة بسيطة، وقد ينفرون من التواصل الجسدي، أو يلجؤون إلى سلوكيات متكررة مثل الصراخ أو الطرق على الأشياء. وقد يجد طفلك ذلك مزعجاً أو حتى مخيفاً في البداية.

ليس من الضروري أن تشرح لطفلك كل التفاصيل المتعلقة بكل حالة مرضية على حدة، لكن من المفيد إجراء حديث بسيط معه. فإذا كان هناك طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في صف طفلك، فمن المهم تخصيص وقت لمساعدته على فهم فكرة عامة على الأقل عمّا يحتاجه ذلك الطفل من دعم إضافي. ويعتمد مقدار المعلومات الطبية التي تختار مشاركتها مع طفلك على شخصيته وسنّه ومدى قدرته على الاستيعاب.

غالباً ما يشعر الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة بالإقصاء والعزلة. وقد يحاولون إخفاء شعورهم بعدم الأمان من خلال مواجهة أقرانهم أو التصرف بطريقة متحفظة. ويواجه الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحّد، على وجه الخصوص، صعوبة في البدء بالتواصل مع الآخرين في الصف بسبب عدم قدرتهم على فهم الإشارات الاجتماعية أو التعبير عنها.

 لذلك، من المهم تعليم طفلك كيفية المبادرة والاقتراب من زملائه الذين قد يبدون مختلفين أو ممن يواجهون صعوبة واضحة في تكوين الصداقات. وقد لا يكون الأمر سهلاً في البداية، لكن هؤلاء الأطفال يزدهرون غالباً عندما يشعرون بأن لديهم دعماً وقبولاً من البيئة المحيطة بهم.

مراجع

1. Mayo Clinic: Diseases and Conditions – Autism Spectrum Disorder. Available from: http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/autism-spectrum-disorder/basics/definition/con-20021148. Accessed on June 2, 2015.

Photo Credit: RHS in Nova Scotia via Compfight cc