إنضاج البويضات المبخبري خارج الجسم - تقنية إنجاب متقدمة

إنضاج البويضات المبخبري خارج الجسم - تقنية إنجاب متقدمة

تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم هي تقنية إنجابية تساعد في حل مشكلات العقم لتتيح لهؤلاء الذين يتوقون إلى إنجاب طفل تحقيق هذا الحلم بأمان وبفرص نجاح عالية. وُتعد مستشفى ساميتيويت سوخومفيت في بانكوك، تايلاند أول مؤسسة في الدولة تأخذ دور الريادة في تطبيق هذه التقنية.

ما هي تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم ؟

عادة ما تشمل طرق علاج العقم باستخدام تقنيات الإنجاب تحفيز الهرمونات بحُقن هرمونية من أجل تعزيز التبويض واستهداف المبايض لإنتاج المزيد من البويضات وبالتالي تتحسن فرص الحمل. وتنضج البويضات بنفسها بسبب تحفيز الهرمون، والتي بعد أن تكون قد نضجت يتم استخلاصها من المرأة ثم يجري تلقيحها.

لا تحتاج عملية إنضاج البويضات خارج الجسم إلى استخدام تقنية التنبيه المبيضي بشكل نظامي كما هو الحال في طريقة الإخصاب خارج الجسم (التلقيح الاصطناعي) (حيث يتطلب عدد أقل من الحُقن الهرمونية). ومع هذا، فإن معظم مؤشرات العلاج والممارسات المعملية تظل مشتركة بين الإجرائين. فإنضاج البويضات خارج الجسم هو إجراء إضافي يتم إضافته قبل الإخصاب خارج الجسم. عند إجراء إنضاج البويضات خارج الجسم، يتم جمع البويضات في مرحلة مبكرة ثم يتم إنضاجها في المختبر. أما باقي الإجراءات فهي ذاتها المتبعة في الإخصاب التقليدي خارج الجسم.

ومن المتوقع أن تصبح تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم العلاج الشائع للنساء المصابات بالعقم، وقد ثبت أنه أكثر أمانا وأكثر فعالية من طرق الإخصاب الاصطناعي التقليدية، فهو يقلل من الآثار الجانبية وأكثر ملائمة للوالدين المصابين بظروف طبية محددة.

من الذي يجب أن يفكر بجدية في تجربة طريقة انضاج البويضات خارج الجسم؟

  • المرضى الذين يظهر عليهم مضاعفات بعد التحفيز الهرموني

تتطلب الصور التقليدية من علاجات العقم استخدام التحفيز الهرموني الذي يستهدف علاج حالات مثلا متلازمة تكيس المبايض  (PCOS) ومتلازمة فرط تنبيه المبيض (OHSS). ومتلازمة تكيس المبايض هي اضطراب يتسبب في تضخم المبايض والجريبات مما يؤدي إلى زيادة إنتاج البويضات وإلى حالة من عدم التوازن الهرمومني بعد الحقن الهرمونية.

يوضح الدكتور بونسينج ووثيبفان بمستشفى ساميتيويت طبية الإجراء قائلا: "نستهدف عادة 12 إلى 15 بويضة لتحقيق حمل جيد، ولكن في بعض الحالات قد يعاني المرضى من متلازمة تكيس المبايض وينمو لديهم 20 إلى 30 بويضة".

ومن الممكن التعرض لمضاعفات أخرى، مثل متلازمة فرط تنبيه المبيض، التي تتسبب في إطلاق عدد كبير جدا من البويضات ومن الممكن أن يتسرب السائل إلى الخارج من الأوعية الدموية إلى تجاويف الجسم مسببا احتباس الماء وانتفاخ، ومن الممكن أن يؤدي كل ذلك إلى تراكم السائل في الرئتين وفي البطن. وعندما يلاحظ الأطباء ظهور هذه الأعراض، فإنهم يسارعون إلى بزل السوائل من البطن ويتم تزويد المريض بسوائل جديدة لتحل محل هذه السوائل المفقودة من الأوعية الدموية. وتشمل أعراض هذه الحالة الغثيان وقصر النفس وانخفاض الوزن وشعور بألم توم في المبايض. 

عامةً ما يكون إنضاج البويضات خارج الجسم خيارًا مناسبا للنساء الائي ينخفض لديهن عدد البويضات إلى مستوى أقل من الطبيعي، ولا يحتاج العلاج إلى تحفيز هرموني الذي قد يتسبب في ظهور متلازمة فرط تنبيه المبيض.

  • النساء اللائي يعانين من استجابة منخفضة إلى خفيفة في حويصلات المبيض لمدة زمنية

ُناسب تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم أيضًا النساء اللائي أظهرن استجابة جزئية لصور العلاج بالهرمون، حيث تتلقى المرأة في هذه الحالة تحفيز هرموني وتبدأ حويصلات المبيض في الاستجابة لمدة من الوقت لكن يتوقف النمو بعد ذلك. وفي هذه الحالات، قد يتم أيضا استخدام تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم. وعلاوة على ذلك، غالبا ما تأتي بعض السيدات بأنفسهن ويطلبن من الطبيب استخدام تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم باعتبارها حلا ممكنًا لمشكلات العقم لديهن، وهنا يُتاح لهن التعرف على فوائد هذه التقنية الاستثنائية أكثر وأكثر.

  • النساء غير القادرات على تحمل آثار التحفيز الهرموني

جرى تطوير تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم أيضا لتشمل النساء اللائي يعانين من مشكلات تجعلهن غير قادرات على تحمل آثار التحفيز الهرموني، مثل المرضى المصابين بـتجلط الأوردة العميقة (تكون جلطة دموية في الوريد، عادة في الساق) أو هؤلاء المصابين بسرطان الثدي. حيث يخشى هؤلاء المرضى من أن يكون للهرمونات أيضا أثر في تحفيز أعراض المرض لديهم أو إظهار المرض ذاته، مما يفاقهم حالتهم المرضية. ونتيجة لذلك، غالبا ما تأتي السيدات المصابات بتلك الحالات أيضا إلى المستشفى ويطلبن استخدام تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم لعلاجهن من العقم، مما يدل على وعي أكبر لديهن بأهمية هذا النوع من التقنيات العلاجية.

كيف تعمل تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم وما نسب نجاحها

تختلف تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم عن تقنية الإخصاب خارج الجسم في خطوات إنضاج البويضات. فأثناء إجراء الإخصاب خارج الجسم، يجري زرع البويضة في الرحم بعد التلقيح. ومع هذا، فإنه أثناء إجراء إنضاج البويضات خارج الجسم، تنضج البويضة خارج جسم الأم.

لا يتطلب إجراء إنضاج البويضات خارج الجسم أن تخضع الأم للتحفيز الهرموني. لكن في بعض الحالات، قد تكون بطانة الرحم رقيقة جدًا لدرجة تجعله غير قادر على دعم البويضات الناضجة والجنين. وفي مثل هذه الحالات، قد يتم إعطاء الاستروجين للمريضة للمساعدة على زيادة سماكة بطانة الرحم. ويقول الدكتور بونسينج أن هذه العملية قد تستغرق وقتًا طويلًا وأن الأمر قد يتطلب حفظ البويضة مجمدة لحين تجهيز الرحم وجعله قادرًا على دعمها. وفي بعض الحالات، يتم تنفيذ تحفيز جزئي. وقبل إزالة البويضة، تخضع الأم لتحفيز هرموني لمدة لا تزيد عن خمسة أيام. وبهذه الطريقة، يتم تجنب متلازمة فرط تنبيه المبيض.

ويصل معدل نجاح أن يصبح الجنين طفل من خلال تقنية التلقيح بتقنيات إنجاب مساعدة إلى 20 بالمائة حسب رأي الدكتور بونسينج. وعلى الرغم من أن النسبة المئوية تصل إلى 12 بالمائة فقط عند العلاج باستخدام تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم، إلا أن الإجراء يسمح بإدخال المزيد من الأجنة في الرحم بآثار جانبية أقل. ويوضح الدكتور بونسينج نجاح الإجراء قائلا: "عادة لا يكون لدى المريضات اللاتي تعرضن لتحفيز هرموني كامل إلا جنين واحد في أرحامهن، لكن قد تحظى المريضات اللاتي يخضعن للعلاج بتقنية إنضاج البويضات خارج الجسم  بفرصة تلقيح جنينين أو ثلاثة لتحقيق نسبة نجاح تصل إلى 30 بالمائة".

إجراء إنضاج البويضات خارج الجسم

يتألف إجراء إنضاج البويضات خارج الجسم من العديد من الخطوات التي تتم على مدار مدة أسبوعين.

  • يتم تجميع البويضات في مرحلة مبكرة (عندما تكون غير ناضجة).
  • يجري وضع البويضات غير الناضجة في وسط خاص لتمكين البويضات من النضج بشكل كامل في المختبر (وهذا هو الوضع بشكل عام للمريضات غير القادرات على الخضوع لتحفيز هرموني).
  • في حالة اكتشاف عيب في الحيوان المنوي، تتم معالجة البويضات المستردة التي خضعت لإجراء حقن الحيوانات المنوية بالبويضة (ICSI) بمحلول "حامل أيون الكالسيوم" الذي يعمل على تحفيز التخصيب، وهذا بدوره يُسهم في زيادة جودة الجنين، وبالتالي تحسين فرصة الحمل.
  • وبمجرد نضج البويضات، يتم حقنها بالحيوان المنوي.
  • يتم استنبات البويضات المحقونة لعدة أيام للسماح للجنين بالنمو (مثل تقنية الإخصاب خارج الجسم).
  • وبعد يومين إلى ثلاثة بعد التخصيب، يتم نقل الأجنة إلى رحم الأم (مثل تقنية الإخصاب خارج الجسم).

توفر تقنية الإنضاج خارج الجسم مساعدة كبيرة في تلبية احتياجات العلاج، حيث لا يتم إعطاء أي أدوية أو هرمونات لتحفيز الإباضة قبل جمع البويضات. وقد حققت تكنولوجيا الإنضاج خارج الجسم لعدة سنوات وحتى الآن مستويات عالية من النجاح في العلاج.

تطوير تكنولوجيا الإخصاب خارج الجسم في مستشفى ساميتيويت بانكوك

من سبع إلى ثماني سنوات مضت فقط، كانت تكنولوجيا إنضاج البويضات خارج الجسم المستخدمة لا تزال تقليدية فقط، ولكن في عام 2016 قامت مستشفى ساميتيويت سوكومفيت بتطوير تكنولوجيا إنضاج البويضات خارج الجسم الخاصة بها من خلال إدخال تحسينات كبيرة أسهمت فعليًا في تطوير تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم. ومن بين هذه التحسينات هو استخلاص البويضات غير الناضجة من المبايض وإحضارها إلى مختبر من أجل إنضاجها عن طريق وسيط إنباتي خاص به كمية صغيرة مضافة من الهرمونات، مما يساعد على إيصال البويضات إلى مستوى من النضوج أكثر اكتمالا قبل حقن وتخصيب البويضات الناضجة بالحيوان المنوي. وسوف تعمل هذه التطورات بشكل كبير على زيادة احتمالية حمل النساء اللائي يعانين من مشاكل العقم.

ولذلك يمثل العام 2016 عام الفخر بالنسبة لنا، وهو العام الذي أطلقنا فيه رسميا تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم وحققنا مستوى كبير من النجاح. وهدفنا هو المساعدة في تحقيق أحلام وأمنيات العديد من الأزواج الذين يتوقون إلى إنجاب طفل، حيث تسمح لهم هذه التقنية بتحقيق هذا الحلم ببساطة وبفعالية أكثر من ذي قبل.

ولدى الدكتور بونسينج ووثيفان بالفعل مرضى جاءؤا من تايلاند ومن بلاد أخرى أيضًا، ومن هؤلاء المريضات من سبق لها الإصابة بجلطات دموية في الأوردة (تجلط الأوردة العميقة) وبعضهن خضعن لعلاج من سرطان الثدي. وبالنسبة لهؤلاء المريضات، تمثل تقنية إنضاج البويضات خارج الجسم أفضل طريقة للعلاج. ومع عدم التعرض لمستويات استروجين عالية، تقل فرصة تكرار حدوث الحالات الطبية لدى المرضى.

لقراءة قصة زوجين خضعوا للعلاج بـتقنية إنضاج البويضات خارج الجسم، انقر هنا

Photo Credit: bradfordst219 via Compfight cc

بونسينج ووثيفان، دكتوراه في الطب
أخصائي طب النساء والتوليد
والطب الإنجابي 
 

Rating score

هل لديك حساب بالفعل؟